الخميس، 1 مارس 2012

ايام نظـام .. 1

على اعتاب الحارة يدخل احمد شفيق حاملاً فى يده اليسرى بطيخة كبيرة , ويسير ببطئ حتى يقترب من قهوة المعلم " حسين سالم " الذى يجلس و يحتسى الشاى و بجانبه الحاج " رشيد محمد رشيد " التاجر المشهور وصاحب سلسلة محلات " رشيد " , يتجه شفيق نحوهم
- سلام عليكم
- وعليكم السلام يا شفشق يا اخويا تعالى اقعد اشربلك حاجة .. واد يا عز
- لا ربنا يخليك يا معلم حسين انا جيت اسلم عليكم بس
يأتى " احمد عز " صبى المعلم حسين
- لا والله ما ينفع يا شفيق يا اخويا , ياض يا عز
- نعمين يا معلمى
- كوباية شاى متينه لعمك شفيق
ثم يقترب حسين من اذن احمد عز ويهمس له
- بس قلل البودرة عشان ده حبيبنا ومننا
- اوامرك يا معلم .. وعنــــــدك كباية شاى متينه لعمنا شفيق بودرة قصدى سكر بره و صلحه
يجلس شفيق بجانبهم , عندما يبدأ رشيد بالكلام
- ايه يا عم شفيق
- خير يا حاج رشيد
- سوق الطيارات نايم اليومين دول ليه ياعم شفيق , انت عايز الكبير يقلب عليك ولا ايه , بقى الولا ابنى امبارح يلاقى الهوا حلو وينزل عشان يشترى طيارة ورق ميلاقيش
- الحال واقف والله يا حاج رشيد ما انت عارف الخيوط دلوقتى بقت صعبة و العيال اللى كانوا بيشتغلوا معايا كلهم مشيوا والعيال الجداد مش عارفين يظبطوا الميزان
- لا لازم تلم نفسك يا عمونا بسرعة لحسن الكبير يزعل

يتوقف الجميع عن الكلام عندما يدخل الحارة " جمال مبارك " شاب فى اواخر الاربعينات ( بس متدلوش 20 سنة ) , يسير بثقة مرتديا التيشيرت " الماركة " و السلسلة الفضية و البنطلون الجينز التركى .. يقترب منه احمد عز مهلهلا
- برنس البلد جه , مفجر ثورة التغيير فى المنطقة
يقف جمال مبارك منتظرا اقتراب احمد عز منه اكثر
- ياد مش هتبطل التسييح بتاعك ده
- عيب يا كبير , ده انا بكبرك فى المنطقة
ينفعل جمال مبارك
- وهو انا مش كبير ياض ولا ايه
يدرك احمد عز انه اخطأ فى الكلام ويحاول ان يمحى انفعال جمال مبارك سريعا
- ده انت كبيرنا و ابن كبيرنا يا باشا والله ما اقصدك حاجة
- هعديهالك المرة دى , امال فين علاء اخويا
- خد ابن شفيق و ابن زكريا عزمى و ابن حسين سالم و ابن سامح فهمى وراحوا يلعبوا مطش فى الدرب الاحمر
- ايه ده يلعبوا مطش من غيرى .. بقالهم كتير ؟
- اه يجى ساعة كده
- مقالولكش هيبقى مطش و السلام و لا الكسبان عالارض ؟
- تقريبا كده يا كبير الكسبان على الارض , وانت عارف يا باشا محدش بيقدر يكسبكم

يقاطعهم صوت المرأة العجوز التى فتحت الشباك بعنف و تسكن فى الدور الارض , انها " فايزة ابو النجا "

- واد يا عز , انت ياللى تتسم فى بدنك يا عز
- ايوة يا ست فايزة , معلش يا استاذ جمال هروح اشوفها

ينظر شفيق و رشيد و سالم للفايزة بأحتقار
- هى الولية الحيزبون دى مبتموتش ابدا
- تموت مين يا شفيق يا اخويا , دى مدوبة 4 عمارات بسكانها , كل الادوار اتهدت واتبنت من جديد 4 مرات الا الدور بتاعها متهدش ابدا
- دى ماسكة عليهم ذلة دى ولا ايه
- معرفش ياعم علطول عملالنا دوشة .. تعالى ننادى على جمال .. يا جيمى حبيب قلبى تعالى
ينظر جمال نحو الثلاثى و يتجه نحوهم
- ايه يا باشا فينك
- موجود يا حسين
- وفين الباشا الكبير بتاعنا
- قاعد فى جمصة ما انت عارف الشاليه اللى انت عملتهوله فى القرية بتاعتك هناك عاجبه
- ده احنا خدامين عيون الباشا , وقت ما يحب يرجع هبعتله التوكتوك بتاعى مخصوص يجيبه
- تشكر يا معلم , بالاذن انا بقى
- اتفضل يا حبيبى

يرتفع اصوات من البمب و الصواريخ و تعم الضجة فى المكان , ينزعج الجميع , تغلق فايزة ابو النجا شباكها وهى تردد
" بطلوا لعب يا ولاد المجنونة "
اطفال يجرون هنا و هناك , التراب يعم المكان ولا مجال للرؤية , لحظات من الصمت , تمر دقيقة يعود مرة اخر الجو كما كان , ويخرج رجل ضخم ذو شارب ابيض وبه بعض السواد انه " العادلى " ويصيح باعلى صوت
- ايه يا منطقة
يتحدث حسين سالم بصوت خافت لرشيد و شفيق
- دول العيال بتوع العادلى كانوا بيظبطوا العيال الجرابيع التانية بتاعت المنطقة وبيرموا عليهم بمب مسيل للدموع

انتهى اول جزء

هناك تعليقان (2):