الثلاثاء، 6 مارس 2012

المدرب الصغيــر مش عيب

بسم الله الرحمن الرحيم
الشباب .. اصبح للشباب الان دورا فى كل مجالات الحياة بعد ثورة 25 يناير , واثبت الشباب وعيهم و ثقافتهم و فهمهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية وبدأت ينادى الشعب بتولى الشباب لبعض الحقائب الوزارية او تولى مناصب رفيعه
فى كرة القدم فى مصر , اعتاد المواطن المصرى ان يستمتع بأداء فريقه وهو يلعب تحت قيادة مدرب يبلغ من العمر على الاقل 55 عاما حتى يكون مطمئاً على فريقه , حتى المدرب العام يجب ان يكون قد تخطى حاجز ال47 عاما على الاقل مما حرم بعض المدربين من تولى القيادة الفنية لفرق لمدة طويلة مثل الكابتن شوقى غريب , نادراً مانرى مدرب شاب فى الدورى المصرى واذا تولى مدرب شاب , يشعر الجماهير بتوتر من قلة خبرة هذا الرجل وانه بلا شك سيهبط بالفريق ويقدم اسوء نتائج
والحقيقة ان العكس تماما هو ما يحدث فى اوروبا فموجة المدربين الشباب التى اجتاحت اوروبا جنت ثمارها واستطاعت فرق كبيرة ان تعود للبطولات من جديد على يد مدربين شباب .. وهنا سنعرض بعض المدربين الشباب الذين حققوا نتائج رائعه مع فرقهم واثبتوا جدارتهم وتفوقوا على مدربين كبار عسى ان تنتقل هذه العدوة الحميدة الى مصر , فالفرق المصرية يتولاها عدد من المدربين لا يتغير , مع احترامنا طبعا لمدربين كبار يقدموا نتائج رائعه لكن هناك اخرين يهبطون بالفريق تلو الاخر ثم ينتظر الفريق الصاعد ليتولى تدريبه ليهبط مرة اخرى وهكذا
1- ارتجول صجلام
التركى صاحب ال41 عاما , تولى فريق سامسن سبور التركى عندما كان يبلغ من العمر 35 عاما واستطاع ان يصعد بهم للدورى التركى الممتاز واستطاع فى اول موسم ان يحتل المركز ال7 وان يحقق نتائج شبه مستحيلة لفريق صاعد بالفوز برباعية على بشكتاش وبثلاثية على فنربخشة و الفوز بهدف واحد على جلاتا سراى
وينتقل لكونيا سبور ويحرز معهم المركز الخامس عندما كان عمره 37 عاما
وانتقل لبشكتاش بعد ذلك ليقدم موسمين متواضعين ومنه الى انطلاقته الحقيقة مع بورصا سبور والفوز بالدورى التركى
فى موسم 2009-2010
2- شوتا ارفيلادزه
الجيورجى صاحب ال38 عاما , عمل كمدرب مساعد فى فريق الكمار الهولندى من 2008 حتى 2010 تحت قيادة لويس فان جال و رونالد كومان و ديك ادفوكات و كلهم بالطبع اسماء لامعه وقوية فى عالم التدريب , ثم تولى تدريب قيصرى سبور ليحصل على المركز السادس مع الفريق فى الدورى التركى ومن المتوقع ان يتقدم مستوى الفريق بشده فى الموسم القادم تحت قيادة الشاب شوتا
3- ماجنوس هجلاند
السويد صاحب ال38 عاما , يعمل الان كمدرب لأيلفسبورج منذ عام 2004 فاز مع الفريق بالدورى السويدى عام 2006 و حتى الان لا يخرج فريقه من المربع الذهبى للبطولة السويدية ويحتل المركز الثانى حتى الان فى الدورى
4- اندرياس الم
السويدى صاحب ال38 عاما , عمل كمساعد فى نادى ايك اثينا فى عام 2008 وبعدها بشهور اقالت الادارة المدرب ريكارد نورلينج ليتولى اندرياس بعده الفريق فيحرز المركز الرابع فى اول موسمين ثم يحرز المركز الثالث الموسم الماضى
5- روبرت ماسكانت
الهولندى صاحب ال42 عاما , يعمل كمدير فنى لفريق فيسلا كراكوف , تولى تدريب بعض الفرق كفيليم الهولندى عام 2004-2005 واحتل المركز العاشر ثم بعض فرق دورى الدرجة الثانية وفى عام 2008 تولى تدريب بريدا الهولندى حتى 2010 واستطاع فى الموسم الاول ان يصل الى الويفا كب عندما احتل المركز الثامن وفى الموسم الثانى احتل المركز العاشر لينتقل الى فيسلا كراكوف ويحقق معهم لقب بطولة الدورى البولندى
6- ماسيج سكورزا
البولندى صاحب ال39 عام , يعمل كمدير فنى لنادى ليجا وراسو البولندى , تولى تدريب فيسلا كراكوف منذ عام 2007 حتى 2010 قبل ان يأتى روبرت ماسكانت بعد اخفاق ماسيج فى الفوز بالدورى بالرغم من حصوله على اللقب فى موسمين لكنه فشل فى الموسم الثالث الذى ذهب فيه اللقب الى ليج بوزنان , ثم تولى تدريب ليجا وارسو واحتل بهم بالمركز الثالث بالتساوى مع سلاسك فى المركز الثانى و بفارق 6 نقاط عن فيسلا كراكوف الاول
7- فرانك ديبور
ومن منا لا يعرف الاسطورة الهولندية فرانك ديبور , الهولندى صاحب ال41 عام , تولى تدريب فريق اياكس للشباب بالأضافة الى العمل كمساعد مدرب منذ عام 2008 حتى 2010 وفى ديسمبر 2010 عندما استقال مارتن يول , تولى الشاب الهولندى تدريب الفريق واستطاع ان يحرز بطولة الدورى الهولندى رغم انه استكمل الموسم بدون نجم الفريق الاول لويس سواريز الذى انتقل فى يناير الى ليفربول الانجليزى
8- دومينيجوس
البرتغالى صاحب ال41 عام , مثال للمدرب الشاب الذى كافح حتى وصل لتدريب العملاق البورتغالى سبورتنج لشبونة , بدأت حياته كمساعد مدرب لفريق بورتو الدريف فى عام 2001 اى عندما كان يبلغ 31 عام و حتى عام 2004 , ثم تولى تدريب فريق الدريف فى عام 2004-2005
ثم تولى تدريب فريق يونيا ليريا موسم 06-07 واحتل المركز السابع فى الدورى البرتغالى , لينتقل الى اكاديمكا التى ستكون مطمع المدربين الصغار بعد ذلك فهى البداية التى ينطلق منها المدربين و لنا فى بواش مثال , ويتولى تدريبهم لمدة عامين فأحتل فى الموسم الاول المركز الحادى عشر وفى الموسم الثانى المركز السابع
لينتقل الى المحطة الاهم حتى الان فى حياته وهى تدريب فريق براجا البرتغالى فيحتل المركز الثانى فى الدورى موسم 2009-2010 ثم يحقق المركز الرابع فى عام 2010-2011 والانجاز بالوصول الى نهائى اليورو ليج والخسارة امام بورتو , فينتقل بعد ذلك الى سبورتنج لشبونة وسط طموحات وأمال من مشجعى الفريق
9- ليوناردو جارديم
الشاب الفينزولى صاحب ال36 عام , مدرب براجا الحالى بعد انتقال دمينيجوس لسبورتنج لشبونة , بداية ليوناردو كانت عام 2001 كمساعد مدرب فى فريق كامكا البرتغالى و هو فريق فى دورى الدرجة الثالثة و فى عام 2003 تولى قيادة الفريق حتى موسم 2007-2008
ثم تولى عام 2008-2009 تدريب فريق شافيز وهو فريق فى دورى الدرجة الثالثة ايضا , وكان عام 2009-2010 هو نقطة التحول فى تاريخ ليوناردو عندما تولى تدريب فريق بيرا مار فى دورى الدرجة الثانية واستطاع ان يصعد بهم الى الدورى الممتاز و يحقق المركز ال13 فى اول موسم للفريق فى الدورى وينتقل بعد ذلك الى براجا لتصبح المحطة الكبرى والاهم فى حياة الشاب ذو ال36 عاما
10- ليونيد سلوتيسكى
الروسى صاحب ال40 عام , عمل فى عام 2000 كمدير فنى لفريق اوليمبيا فولجوجراد وهو احد فرق المدينة التى نشأ فيها و هو فريق يقع فى دورى الدرجة الثانية الروسى ثم عمل كمساعد مدرب فى عام 2002-2003 فى فريق اورلان اليستا وهو فريق يقع ايضا فى دورى الدرجة الثانية , ثم تولى قيادة الفريق عام 2003-2004 , وفى عام 2004-2005 عمل كمدرب لفريق الرديف لنادى اف سى موسكو , ثم تولى قيادة الفريق الاول عام 2005 حتى عام 2007 احتل فى الموسم الاول المركز الخامس وفى الموسم الثانى المركز السادس وفى الموسم الثالث المركز الرابع
وفى عام 2008 تولى تدريب كريليا سوفيتوف لمدة عامين , حقق فى الموسم الاول المركز السادس وفى الموسم الثانى رحل فى نصف الموسم الى سكسا موسكو واحتل المركز الخامس وفى عام 2010 فى اول موسم كامل له مع الفريق حقق المركز الثاتى وحتى الان فى موسم 2011 يحتل المركز الاول بفارق نقطة عن زينيت ولديه الامكانية لتوسيع الفارق اكثر فأكثر
هذا مثال لواحد فى المية من المدربين الشباب الذين يقدموا مواسم رائعه مع فرقهم وينتظرهم مستقبل متميز ومشرق , فى حين ان المدرب الشاب الوحيد فى الدورى المصرى الان هو حسام حسن وهو الان بلا فريق وللعلم فهو يبلغ من العمر 44 عام اى انه تخطى مرحلة الشباب قليلا .. فمتى نرى الفرق المصرية تعتمد على مدربين شباب لتجديد الدماء والصبر عليهــم , فالمدرب الشاب لا هو عيب ولا حرام

الخميس، 1 مارس 2012

ايام نظـام .. 1

على اعتاب الحارة يدخل احمد شفيق حاملاً فى يده اليسرى بطيخة كبيرة , ويسير ببطئ حتى يقترب من قهوة المعلم " حسين سالم " الذى يجلس و يحتسى الشاى و بجانبه الحاج " رشيد محمد رشيد " التاجر المشهور وصاحب سلسلة محلات " رشيد " , يتجه شفيق نحوهم
- سلام عليكم
- وعليكم السلام يا شفشق يا اخويا تعالى اقعد اشربلك حاجة .. واد يا عز
- لا ربنا يخليك يا معلم حسين انا جيت اسلم عليكم بس
يأتى " احمد عز " صبى المعلم حسين
- لا والله ما ينفع يا شفيق يا اخويا , ياض يا عز
- نعمين يا معلمى
- كوباية شاى متينه لعمك شفيق
ثم يقترب حسين من اذن احمد عز ويهمس له
- بس قلل البودرة عشان ده حبيبنا ومننا
- اوامرك يا معلم .. وعنــــــدك كباية شاى متينه لعمنا شفيق بودرة قصدى سكر بره و صلحه
يجلس شفيق بجانبهم , عندما يبدأ رشيد بالكلام
- ايه يا عم شفيق
- خير يا حاج رشيد
- سوق الطيارات نايم اليومين دول ليه ياعم شفيق , انت عايز الكبير يقلب عليك ولا ايه , بقى الولا ابنى امبارح يلاقى الهوا حلو وينزل عشان يشترى طيارة ورق ميلاقيش
- الحال واقف والله يا حاج رشيد ما انت عارف الخيوط دلوقتى بقت صعبة و العيال اللى كانوا بيشتغلوا معايا كلهم مشيوا والعيال الجداد مش عارفين يظبطوا الميزان
- لا لازم تلم نفسك يا عمونا بسرعة لحسن الكبير يزعل

يتوقف الجميع عن الكلام عندما يدخل الحارة " جمال مبارك " شاب فى اواخر الاربعينات ( بس متدلوش 20 سنة ) , يسير بثقة مرتديا التيشيرت " الماركة " و السلسلة الفضية و البنطلون الجينز التركى .. يقترب منه احمد عز مهلهلا
- برنس البلد جه , مفجر ثورة التغيير فى المنطقة
يقف جمال مبارك منتظرا اقتراب احمد عز منه اكثر
- ياد مش هتبطل التسييح بتاعك ده
- عيب يا كبير , ده انا بكبرك فى المنطقة
ينفعل جمال مبارك
- وهو انا مش كبير ياض ولا ايه
يدرك احمد عز انه اخطأ فى الكلام ويحاول ان يمحى انفعال جمال مبارك سريعا
- ده انت كبيرنا و ابن كبيرنا يا باشا والله ما اقصدك حاجة
- هعديهالك المرة دى , امال فين علاء اخويا
- خد ابن شفيق و ابن زكريا عزمى و ابن حسين سالم و ابن سامح فهمى وراحوا يلعبوا مطش فى الدرب الاحمر
- ايه ده يلعبوا مطش من غيرى .. بقالهم كتير ؟
- اه يجى ساعة كده
- مقالولكش هيبقى مطش و السلام و لا الكسبان عالارض ؟
- تقريبا كده يا كبير الكسبان على الارض , وانت عارف يا باشا محدش بيقدر يكسبكم

يقاطعهم صوت المرأة العجوز التى فتحت الشباك بعنف و تسكن فى الدور الارض , انها " فايزة ابو النجا "

- واد يا عز , انت ياللى تتسم فى بدنك يا عز
- ايوة يا ست فايزة , معلش يا استاذ جمال هروح اشوفها

ينظر شفيق و رشيد و سالم للفايزة بأحتقار
- هى الولية الحيزبون دى مبتموتش ابدا
- تموت مين يا شفيق يا اخويا , دى مدوبة 4 عمارات بسكانها , كل الادوار اتهدت واتبنت من جديد 4 مرات الا الدور بتاعها متهدش ابدا
- دى ماسكة عليهم ذلة دى ولا ايه
- معرفش ياعم علطول عملالنا دوشة .. تعالى ننادى على جمال .. يا جيمى حبيب قلبى تعالى
ينظر جمال نحو الثلاثى و يتجه نحوهم
- ايه يا باشا فينك
- موجود يا حسين
- وفين الباشا الكبير بتاعنا
- قاعد فى جمصة ما انت عارف الشاليه اللى انت عملتهوله فى القرية بتاعتك هناك عاجبه
- ده احنا خدامين عيون الباشا , وقت ما يحب يرجع هبعتله التوكتوك بتاعى مخصوص يجيبه
- تشكر يا معلم , بالاذن انا بقى
- اتفضل يا حبيبى

يرتفع اصوات من البمب و الصواريخ و تعم الضجة فى المكان , ينزعج الجميع , تغلق فايزة ابو النجا شباكها وهى تردد
" بطلوا لعب يا ولاد المجنونة "
اطفال يجرون هنا و هناك , التراب يعم المكان ولا مجال للرؤية , لحظات من الصمت , تمر دقيقة يعود مرة اخر الجو كما كان , ويخرج رجل ضخم ذو شارب ابيض وبه بعض السواد انه " العادلى " ويصيح باعلى صوت
- ايه يا منطقة
يتحدث حسين سالم بصوت خافت لرشيد و شفيق
- دول العيال بتوع العادلى كانوا بيظبطوا العيال الجرابيع التانية بتاعت المنطقة وبيرموا عليهم بمب مسيل للدموع

انتهى اول جزء